يُثير موضوع حقوق الموظفين في حال تصفية الشركة في قطر، كثيرًا من التساؤلات، خاصة مع تزايد حالات الإغلاق أو إعادة الهيكلة. إذ يحرص قانون العمل القطري على ضمان مكافأة نهاية الخدمة، وأولوية صرف الأجور، وتعويضات الفصل، حتى عند توقف الشركة عن نشاطها.
فهم هذه الحقوق يُمكّن الموظفين من المطالبة بها رسميًا عبر وزارة العمل أو المحاكم المختصة.
في هذا المقال نوضح بالتفصيل حقوق العمال والتزامات أصحاب العمل أثناء التصفية.
للحصول على استشارة محامي قضايا شركات مختص، انقر زر واتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
حقوق الموظفين في حال تصفية الشركة في قطر
تُعد حقوق الموظفين في حال تصفية الشركة في قطر من أبرز القضايا التي يُوليها قانون العمل القطري أهمية كبرى، إذ نصّ بشكل صريح على أولوية حماية العمال وضمان صرف مستحقاتهم قبل أي التزامات أخرى على الشركة. وتشمل هذه الحقوق عدة عناصر أساسية لا يجوز المساس بها، وهي:
1. أولوية صرف الأجور والرواتب
يضع قانون العمل القطري ديون الأجور في المرتبة الأولى عند تصفية الشركة، بحيث تُصرف مستحقات الموظفين قبل أي ديون أخرى على الشركة. ويشمل ذلك جميع الرواتب المستحقة حتى آخر يوم عمل، إضافة إلى أي متأخرات سابقة لم تُدفع.
ولضمان التنفيذ، قد تُلزم وزارة العمل الشركة المصفية بما يلي:
- إيداع الرواتب في حساب مصرفي مخصص لحماية حقوق العمال.
- تقديم كشوف تفصيلية توضح المستحقات الفردية لكل موظف.
2. مكافأة نهاية الخدمة
يضمن قانون العمل القطري للموظفين الحق في الحصول على مكافأة نهاية الخدمة عند انتهاء علاقة العمل بسبب التصفية، وهي حق ثابت لا يسقط. وتُحتسب المكافأة على أساس الأجر الأساسي لثلاثة أسابيع عن كل سنة خدمة متصلة، وفقًا للمادة (54) من قانون العمل.
وللتوضيح العملي:
- لا تدخل البدلات أو العلاوات في حساب المكافأة إلا إذا نص عقد العمل أو لائحة الشركة على ذلك.
- الموظفون غير القطريين يستحقون نفس المكافأة أسوة بالقطريين، مع احتفاظهم بأي امتيازات إضافية أقرها العقد.
3. تعويض الفصل غير المشروع
رغم أن التصفية تُعد سببًا مشروعًا لإنهاء عقود العمل، إلا أن القانون القطري يميز بين الفصل القانوني والفصل التعسفي.
فإذا استُخدمت التصفية كذريعة للتخلص من بعض الموظفين دون مبرر حقيقي أو بطريقة مخالفة للإجراءات، يحق للمتضررين المطالبة بتعويض إضافي أمام المحكمة.
ويُقدّر التعويض عن الفصل التعسفي وفقًا لظروف الفصل، ومدى الضرر الذي لحق بالموظف، ومدة خدمته، ويُعتبر حقًا مستقلاً عن مكافأة نهاية الخدمة أو الأجور المستحقة.
4. مستحقات الإجازات والبدلات
لا يسقط حق الموظف في إجازاته السنوية أو الاعتيادية غير المستخدمة بسبب تصفية الشركة، بل يتحول إلى مقابل نقدي يجب سداده عند إنهاء علاقة العمل.
ويُحتسب هذا المقابل على أساس الأجر الشامل الذي يشمل الراتب الأساسي والعلاوات الثابتة. كما يلتزم صاحب العمل بصرف أي بدلات مثبتة في العقد أو لوائح الشركة، مثل بدل السكن أو المواصلات أو تذاكر السفر، وذلك حتى آخر يوم عمل للموظف.
5. شهادات الخبرة ومصدقات الخدمة
إلى جانب المستحقات المالية، يلتزم صاحب العمل في قطر بمنح الموظف عند انتهاء عقده بالتصفية شهادة خبرة أو مصدقة خدمة. ويجب أن تبيّن هذه الوثيقة مدة العمل وطبيعة المهام التي قام بها الموظف، دون أن تتضمن أي ملاحظات سلبية قد تضر بمسيرته المهنية.
وتُعتبر هذه الشهادة حقًا أساسيًا يتيح للموظف الاستفادة منها في الحصول على وظيفة جديدة داخل قطر أو خارجها، كما يمكن استخدامها كإثبات في النزاعات القضائية أو عند تسوية المستحقات أمام الجهات المختصة.
التحديات التي تواجه الموظفين عند تصفية الشركة
عندما تدخل الشركة مرحلة التصفية في قطر، يتم إنهاء عقود العمل وتسوية أوضاع جميع الموظفين. ويُعتبر الموظفون دائنين مفضلين، إذ يضعهم القانون في مرتبة متقدمة على باقي الدائنين عند سداد المستحقات، مما يضمن صرف الأجور المتأخرة، مكافأة نهاية الخدمة، والإجازات غير المستخدمة أولًا.
لكن التحدي العملي يظهر في حال كانت أصول الشركة غير كافية لتغطية جميع الالتزامات، إذ قد يتأخر صرف بعض الحقوق أو يتم سدادها بشكل جزئي بعد إجراءات قضائية مطوّلة. وهنا تأتي أهمية متابعة الموظفين لحقوقهم عبر وزارة العمل أو المحاكم، لضمان تنفيذ الأحكام واستيفاء أكبر قدر ممكن من المستحقات.
إجراءات يجب على الموظف اتباعها لتحصيل حقوقه عند تصفية الشركة
يمكن للموظف ضمان تحصيل حقوقه في حال تصفية الشركة من خلال سلسلة من الخطوات القانونية التي حددها قانون العمل القطري والجهات المختصة:
- تقديم شكوى إلى وزارة العمل
يبدأ الموظف بتسجيل شكوى لدى إدارة علاقات العمل في وزارة العمل، موضحًا كافة المستحقات غير المدفوعة مثل الرواتب، مكافأة نهاية الخدمة، أو البدلات. - مرحلة التسوية الودية عبر وزارة العمل
تعمل الوزارة على استدعاء صاحب العمل أو المصفّي لمحاولة الوصول إلى تسوية ودية خلال مدة زمنية محددة. وفي هذه المرحلة يمكن الاتفاق على خطة دفع أو تسوية شاملة تحافظ على الحقوق وتختصر الوقت. - إحالة النزاع إلى المحكمة العمالية
إذا فشلت التسوية الودية، تقوم وزارة العمل بإحالة النزاع إلى المحكمة المختصة. ويكون الحكم الصادر من المحكمة العمالية ملزمًا وواجب التنفيذ على الشركة أو المصفّي. - تنفيذ الحكم القضائي
بعد صدور الحكم، يتولى قسم التنفيذ بالمحكمة إلزام الشركة أو المصفّي بسداد المستحقات. ويُمنح الموظفون أولوية السداد على أي التزامات مالية أخرى تخص الشركة.
كيف يدعمك مكتبنا في حماية حقوقك أثناء تصفية الشركات؟
في مواقف حساسة مثل تصفية الشركات، قد يجد الموظف نفسه أمام إجراءات قانونية معقّدة وجهات متعددة. هنا يبرز دور مكتبنا في أن يكون سندك القانوني من البداية حتى النهاية، عبر:
- تقديم استشارات متخصصة تصفية الشركات في قطر تشرح حقوقك العمالية بوضوح وفق قانون العمل القطري.
- صياغة الشكاوى العمالية ومتابعتها أمام وزارة العمل لتسريع تسوية النزاع.
- تمثيلك أمام المحكمة العمالية لضمان صدور حكم قضائي مُلزم يحمي مستحقاتك.
- متابعة تنفيذ الأحكام حتى تحصيل الأجور ومكافأة نهاية الخدمة والبدلات المتأخرة.
- التفاوض مع المصفّين لصالحك من أجل الوصول إلى حلول عملية سريعة وفعّالة.
وجود محامي في قطر خبير بجانبك لا يحمي حقوقك فحسب، بل يختصر الوقت والجهد ويمنحك الطمأنينة في واحدة من أصعب مراحل حياتك المهنية.
الأسئلة الشائعة
في النهاية، تظل حقوق الموظفين في حال تصفية الشركة في قطر محمية بموجب قانون العمل القطري، سواء تعلقت بالأجور، مكافأة نهاية الخدمة، أو باقي المستحقات.
لكن الحصول عليها عمليًا قد يواجه تحديات إجرائية أو مالية، ما يجعل الاستعانة بخبرة محامي عمالي في قطر خطوة أساسية لضمان سرعة تحصيل الحقوق وحمايتها قانونيًا.
كما يمكنك التواصل مع محامي مختص مباشرة، عبر الأرقام الظاهرة في صفحة اتصل بنا.
لقراءة المزيد تابع الانقطاع عن العمل بالقطاع الخاص قطر، وأيضاً الاجازات المرضية اثناء فترة الاختبار في قانون العمل القطري في قطر، وماذا تفعل اذا فصلت من العمل قطر.

محامية ذات خبرة واسعة في القوانين القطرية، تمتلك أكثر من 10 سنوات من الخبرة في تقديم الاستشارات القانونية والخدمات القانونية في دولة قطر.
تتخصص في مختلف قضايا القانون القطري مثل قانون الأسرة وتأسيس الشركات والقضايا الجنائية وغيرها.
ومن خلال عملها ككاتبة محتوى قانوني، تعمل على نشر الوعي بالقوانين المحلية والدولية المعمول بها في دولة قطر.